استياء شديد في مسعدة وبقعاثا بعد أحداث العنف في الثانوية - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


استياء شديد في مسعدة وبقعاثا بعد «طوشة» اليوم
مسعدة \ الجولان – جولاني – 09\10\2008
بعد الملاعب الشغب يدخل إلى المدارس.. «طوشه» كبيرة في ثانوية مسعدة توقع عدة جرحى، جراح أحدهم خطيرة. المعلمون والأهالي يفكون العراك، والشرطة تتدخل وتطالب بجلب بعض الطلاب للتحقيق.

ساد جو من الاستياء الشديد بين الأهالي في كل من مسعدة وبقعاثا، بعد أحداث العنف الخطيرة التي جرت ظهر اليوم في مدرسة مسعدة الثانوية، والتي يتعلم فيها طلاب من قرى بقعاثا ومسعدة وعين قنية. وكان عراك قد وقع بين بعض الطلاب من مسعدة وبقعاثا تطور إلى معركة جماعية بين طلاب مسعدة من جهة وبقعاثا من جهة أخرى شارك فيها العشرات من الطلاب من المدرسة الثانوية ومن المدرستين المجاورتين (الإعدادية والمستقبل). معلمو المدرسة والأهالي من كلا القريتين تدخلوا لفض الاشتباك، الذي استمر لفترة ليست بالقصيرة. وقد استخدمت في الاشتباك العصي والقضبان الحديدية، ما أدى إلى إصابة بعض الطلاب بجراح، جراح أحدهم خطيرة. وقد نقل المصاب إلى المستشفى وعلم أن حالته مستقرة وقد خرج من المستشفى، وقام بتقديم شكوى في الشرطة ضد بعض الطلاب الذين اتهمهم بضربه.
وبعد فض الاشتباك بقي عدد من الطلاب خارج المدرسة ورفضوا المغادرة بالرغم من تجمع العديد من شباب مسعدة ووجهائها، ونتيجة ذلك قام المعلمون بحجز قسم كبير من الطلاب، معظمهم من بقعاثا، وآخرون من مسعدة وعين قنية، داخل مبنى المدرسة لمدة زادت عن الساعة. وبعد رفض المحتشدين خارج مبنى المدرسة المغادرة، قام البعض بطلب الشرطة التي تدخلت في الأمر.
بعد ذلك أحضرت حافلات إلى مدخل المدرسة وتم نقل الطلاب فيها إلى بيوتهم تحت حراسة ومراقبة المعلمين والأهالي.
وقد اجتمع بعض الوجهاء من مسعدة وبقعاثا في غرفة مدير المدرسة في محاولة لفهم أسباب ما حدث، وقد اتفق الجميع على شجب ما حدث، واستهجان مدى العنف الذي بدر من الطلاب اتجاه بعضهم البعض. وقد تعالت الأصوات بين الحاضرين إلى إحالة القضية إلى الشرطة بعد فشل الصلحات المتعددة التي جرت في المرات السابقة في وضع حد لما يحصل من عنف بين أبناء القريتين، إن كان ذلك في المدرسة أو على الملاعب.

الشرطة من جانبها توجهت للحاضرين بحزم، بأنها تعارض هذه المرة ترك القضية «للصلحة»، وأنها تطالب بتسليم المشتبه بهم بافتعال الشجار إليها والتحقيق معهم وتقديمهم للقضاء. ضابط الشرطة توجه للحضور بقوله أنه احترم في الماضي وجهة نظر الوجهاء، واحترم العادات والتقاليد في المنطقة، معطياً بذلك فرصة للأهالي لحل المشكلات، لكن الآن لم يعد بالإمكان ترك القضية للـ «صلحة» لأنها فشلت، والآن يجب على القانون أن يأخذ مجراه.
معظم الحضور أيدوا هذا الكلام وطالبوا بالبحث عن مفتعلي ومسببي الشغب ومعاقبتهم.

وقد التقينا بعد انتهاء الأزمة بالسيد نزيه عماشه مدير المدرسة وسألناه عما حدث فقال:
"هذه أمور لا نقبلها ونبذل كل جهدنا كي تنتهي. آمل أن نستطيع الوصول إلى كل المسببين والأسباب ومعالجتها".

السيد أسامة خاطر، عضو لجنة أولياء الأمور في المدرسة الإعدادية، علق على ما حدث قائلاً:
"نأمل أن يأخذ القانون مجراه هذه المرة، لأن هذا هو الحل الوحيد برأيي. لقد جربنا الحلول العشائرية أكثر من مرة وذلك لم ينجح. نأمل أن يأخذ كل واحد مشاغب عقابه وأن لا نضطر مستقبلاً للتعاطي مع هذه القضايا المعيبة علينا جميعاً".

أما الدكتور سلمان حبوس، رئيس لجنة أولياء الأمور في ثانوية مسعدة، فقال:
"يجب أن يأخذ القانون مجراه وأن يوضع حد لهذه القضايا. تعبنا من «الصلحة» والعودة على نفس القضايا كل عام".
وأكد السيد سلمان أن ما يحث خطير جداً على وحدتنا كمجتمع في الجولان. وطالب ببناء مدرسة مشتركة تجمع الصفوف 10، 11، و12 من كل القرى في مكان واحد، والعمل على تربية الطلاب فيها على الإلفة والحبة والصداقة. مؤكدا أنه إذا استمرت الحال على هذا النحو سنصبح غريبين بين بعضنا.

وقد تم الاتفاق بين الحضور على الدعوة إلى اجتماع لوجهاء القريتين يعقد مساء اليوم لمتابعة القضية.

ومن جهة ثانية دعي معلمو المدرسة الثانوية للقدوم إلى المدرسة عند الساعة السابعة صباح الأحد، وقبل بدء الدوام، لتلقي تعليمات من الباحثين الاجتماعيين في المدرسة، حول كيفية التعامل مع الطلاب لمعالجة الانعكاسات السلبية لما حدث اليوم، على أن يكون الدرسان الأول والثاني للتداول مع الطلاب في الموضوع.